Duration 3900

إزالة اسم سليمان القانوني من شارع بالرياض لا يمحو التاريخ (مرصد تفنيد الأكاذيب) Malaysia

Published 16 Jun 2020

شر حساب على تويتر يعرف بـ "إخبارية رفحاء" أن أمانة الرياض أزالت لوحات باسم السلطان العثماني سليمان القانوني من أحد شوارعها، وتحدث كذبا عن سرقة السلطان سليمان لأجزاء من الحجر الأسود ونقلها لبلاده 14.06.2020 إزالة اسم "سليمان القانوني" من شارع بالرياض لا يمحو التاريخ (مرصد تفنيد الأكاذيب) Istanbul إسطنبول / إحسان الفقيه / الأناضول نشر حساب على تويتر يعرف بـ "إخبارية رفحاء" أن أمانة الرياض أزالت لوحات باسم السلطان العثماني سليمان القانوني من أحد شوارعها، وتحدث كذبا عن سرقة السلطان سليمان لأجزاء من الحجر الأسود ونقلها لبلاده الأتراك في الأصل لا ينكرون وجود هذه القطع الصغيرة في بلادهم، لأنهم يتعاملون معها على أنه أمر تشريفي لهم، وأنهم حموا هذه القطع من الضياع على مدى ما يقارب خمسة قرون السعوديون لم يكونوا قبل الخلافات السياسية الأخيرة يتهمون الأتراك بسرقة أجزاء الحجر الأسود، وكانوا يرون في هذا العمل صيانة لتلك الأجزاء من الضياع في حقبة سليمان القانوني أثناء أعمال ترميم الكعبة عمل السلطان سليمان القانوني على وضع خطة محكمة لحماية الأماكن المقدسة وغيرها من الخطر البرتغالي كان للسلطان سليمان أعمال عظيمة في خدمة الحرمين وأهلهما وتأمين طرق الحج، فكيف يتهم بسرقة بيت الله الحرام؟ من المؤسف أن تكون صفحات التاريخ ألعوبة في التنازعات السياسية، ومن المؤسف أيضا أن يكون تقييم الشخصيات التاريخية أمرًا نسبيا خاضعا للمتغيرات السياسية، فيغدو من كان بطلا تاريخيا بالأمس مجرما سفاحا اليوم. وفي خضم الكيد السياسي الذي يصدر عن بعض الدول العربية تجاه تركيا والرغبة في تشويه حاضرها وتاريخها، نشر حساب على تويتر يعرف بـ "إخبارية رفحاء" خبرًا يفيد بإزالة أمانة الرياض لوحات باسم السلطان العثماني سليمان القانوني من أحد شوارع العاصمة السعودية إيذانا بتغيير اسم الشارع. ولم يكتف الحساب بنشر الخبر، ولكنه أدلى بدلوه في القضية، واتهم القانوني بسرقة ست قطع من الحجر الأسود ونقلها إلى تركيا باعتراف رسمي من حكومة أردوغان. https://twitter.com/rafhanewss/status/1271736027712032774 وعلى الفور، تلقفت حسابات ومواقع على الإنترنت الخبر، وطيرته في زهو، وكأنه نصر أحرزته السعودية على تركيا. وقبل أن نشرع في الرد، نطرح بعض الأسئلة على بعض إخوتنا السعوديين الذين هللوا للخبر وروجوا له: هل كنتم قبل الآن على جهل بالتاريخ وبما تزعمونه من جرائم سليمان القانوني وسرقة الحجر الأسود؟ وإن كنتم تعلمون، فلماذا سميتم شوارعكم باسم سلاطين الدولة العثمانية الذين تنعتونهم بالسفاحين؟ هل تتهمون حكامكم السابقين بالتواطؤ مع تركيا؟ أم أنهم تغاضوا عن سرقة العثمانيين للحجر الأسود تزلفا للأتراك؟ ولماذا كان علماؤكم ودعاتكم على مر العقود يمتدحون الدولة العثمانية وإنجازاتها؟ هل كان ذلك نفاقًا؟ أسئلة أنتم وحدكم من يستطيع الإجابة عليها.. وحتى لا نشتت القارئ، فإننا نرد هذا الاتهام من خلال تناول جانبين، الجانب الأول هو التهمة المتداولة بسرقة الحجر الأسود، والجانب الثاني هو إلقاء الضوء على شخصية سليمان القانوني وإنجازاته للأمة الإسلامية. ** سرقة الحجر الأسود: بداية نحيط القارئ علمًا بأن نظرتنا للتاريخ العثماني نظرة موضوعية، إذ أننا نراها دولة إسلامية عظيمة قدمت خدمات جليلة للأمة، ولكن بها ما بها من سلبيات ومآخذ لم تخل منها أية دولة أو إمبراطورية إسلامية قامت بعد عهد الخلفاء الراشدين. نقول إن نقل أجزاء صغيرة من الحجر الأسود إلى إسطنبول في عهد سليمان القانوني هي واقعة ثابتة لا يمكن إنكارها، حيث أن المعماري العثماني الشهير "سنان" (القرن السادس عشر الميلادي) قام بتثبيت أربعة أجزاء منها في جامع "صوقوللو محمد باشا" في إسطنبول، أما القطعة الخامسة، فهي لا تزال مثبتة في ضريح السلطان سليمان القانوني، بينما توجد القطعة السادسة في مسجد "أسكي" في مدينة "أدرنة". والأتراك في الأصل لا ينكرون وجود هذه القطع الصغيرة في بلادهم، لأنهم يتعاملون معها على أنه أمر تشريفي لهم، وأنهم حموا هذه القطع من الضياع على مدى ما يقارب خمسة قرون، فلذا ليسوا بحاجة لإنكارها لأن هذه نظرتهم لأجزاء الحجر الأسود. وحتى السعوديون لم يكونوا قبل الخلافات السياسية الأخيرة يتهمون الأتراك بسرقة أجزاء الحجر الأسود، ويبدو من خلال ما كانت تنشره صحفهم ومواقعهم أنهم كانوا يرون في هذا العمل صيانة لتلك الأجزاء من الضياع في حقبة سليمان القانوني أثناء أعمال ترميم الكعبة. وقد يدل على ذلك ما نشرته صحيفة المدينة السعودية من قبل، وهو تقرير نقلته عن موقع الألوكة (سعودي)، نقلا عن تقرير مترجم، جاء فيه على لسان "محمد سانجاك" إمام مسجد "صوقوللو محمد باشا": "أثناء ترميم الكعبة تتفتَّتُ أجزاء من الحجر، فيأخذ العاملون هناك قطعة من هذا الفُتات ويأتون بها إلى إسطنبول، وبعد ذلك يبحثون (أي السلطات) عن الشخص الذي أتى بالقطعة الحجرية، ويكافؤونه ويطلبون أن يحضر الحجر مكانه، ويعد هذا هو اقتراح المعمار(سنان) القائل: "فليبق هؤلاء هنا كضيوف شرف"، ثم يضع المعمار (سنان) الأحجار في أربعة أماكن من مسجد "صوقوللو محمد باشا" الذي كان يُنْشِئُه في ذلك الوقت، وتظل الحجارة حتى يومنا هذا". وهذا هو رابط التقرير على الصحيفة السعودية: https://www.al-madina.com/article/119533 ونعرض على القارئ رابطا آخر، وهذه المرة على موقع العربية السعودي الذي لا يكف عن مهاجمة تركيا، لكن بما أن التقرير الذي نشره الموقع بتاريخ 30 ديسمبر 2016، أي قبل بدء الهجمة السعودية الممنهجة على تركيا، فسوف يعجب القارئ من سرد الموقع لأعمال العثمانيين في البيت الحرام، فيما لم يتعرض التقرير أو يشر من قريب أو من بعيد إلى أجزاء الحجر الأسود الصغيرة التي تم نقلها إلى إسطنبول. ومما ورد في التقرير: "قام سليمان القانوني بعمل باب للكعبة من خشب الآس. وأضاف له الذهب والفضة وكتب عليه الآية الكريمة: "وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا". "

Category

Show more

Comments - 1